[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
عزيزي تمثال الحرية: بعد التحية.. أكتب إليك لأنني لم أجد من أخاطبه إلا
أنت بعد أن أغمض الجميع عيونهم وصمّوا آذانهم، وبعد أن باتت الحرية وهماً
والعدل والمساواة سرابا، وبعد أن أثبتت الإدارة الأمريكية مرارا وتكرارا أن
مفهومها للحرية يختلف تماما عما أقرته الأعراف الأخلاقية والشرائع
السماوية.. أكتبُ إليك لأنك تعرفني جيدا فقد كان من المفترض أن تقيم بيننا
عند مدخل قناة السويس فهذا ما اقترحه النحات الفرنسي "بارتولدي" حين أعد
تصميماتك التي تجسد الحرية والحضارة الإنسانية في شكل امرأة تحمل شعلة تنير
بها جنبات الدنيا، ولكنك آثرت أن تطير إلي الولايات المتحدة ليكون صوتك
أعلي ورسالتك أقوي.. أكتب إليك لأنني أتصور أنك تتألم في وقفتك.. خجلان في
نظرتك لأن حكّامك قد غدروا بك وأساءوا إليك وشوهوا صورة بلادك وأصروا أن
يحموا ويدافعوا عمّن يغتال معناك ويجعل من رسالتك بالحب والخير لكل الناس
قنابل وصواريخ تفتك بالعدل والمساواة.. أكتب إليك لأنك كنت شاهدا علي ما
اقترفته الإدارة الأمريكية في أفغانستان تحت شعار القضاء علي الإرهاب
والقبض علي زعماء طالبان والقاعدة، وعلي ما ارتكبته في العراق من قتل شعب
وتدمير حضارة أمة بزعم وجود أسلحة للدمار الشامل في أراضيه متحديةً إرادة
المجتمع الدولي ومتجاهلة كل التقارير المتخصصة التي أكدت كذب تلك المزاعم،
وعلي ما صمتت عنه في غزة حين اجتاحت إسرائيل القطاع في حرب إبادة شاملة
وتطهير عرقي سحقت فيه عظام الأبرياء من الأطفال والنساء تحت جنازير
الدبابات، ودمرت فيه القطاع تدميرا كاملا بزعم الدفاع عن نفسها ضد حجارة
الصبية وصواريخ "بمب العيد" التي تطلقها حماس، ثم هاهي إدارتك تخذلك من
جديد حين لا تري فيما أجرمته العصابة الإسرائيلية تجاه أسطول الحرية من قتل
واعتقال لنشطاء السلام وأدعياء الحرية سوي ما يستحق الأسف، هؤلاء النشطاء
الذين كانت كل جريمتهم أن ضمائرهم دفعتهم لمحاولة كسر الحصار الخانق علي
شعب غزة حاملين "مع رسالة حب وحرية وإنسانية" بعض الأدوية والأغذية، رافضين
استمرار القتل بالتجويع بعد كل هذا القتل بالرصاص، ولاشك أنك مثلي يا
تمثالي العزيز تعلم أن إسرائيل لم تكن لتقدم علي ما أقدمت عليه ما لم تكن
علي ثقة تامة بالحماية والدعم الكاملين من البيت الأبيض فما حدث جريمة لا
يقدم عليها - مهما كان غباؤه - قائد عسكري أو مسئول سياسي لأن أحدا لا
يمكنه أن يتحمل مسئوليته تجاه العالم والإنسانية كلها حين يقابل بالقتل
والاعتقال نشطاء سلام عزل من السلاح لا يشكلون تهديدا ولا يعلنون حربا إلا
إذا كان واثقا من الدعم والحماية الأمريكية التي تجعل من المغتصب ضحية ومن
القاتل فريسة ومن الجلاد الملاك الرحيم.
هل تتذكر أيها التمثال
الجميل خطاب رئيسك الأمريكي "أوباما" الذي ألقاه في جامعة القاهرة؟!.. هل
تتذكر حديثه عن الإسلام والمسلمين؟!.. هل تذكر ما قاله عما يعانيه
الفلسطينيون وما يلاقونه يوميا من إهانات صغيرة كانت أم كبيرة وعن أوضاعهم
التي لا تطاق بسبب الاحتلال؟! لقد تعلق الكثيرون من أبناء العرب بأهداب تلك
التصريحات الكاذبة وعاشوا يمنون أنفسهم بعصر أمريكي جديد تحرص فيه السياسة
الأمريكية علي توازن القرار واعتدال الأحكام، لكنهم أفاقوا من وهمهم سريعا
فقد اكتشفوا أن عدل أوباما هو نفسه عدل بوش والحرية والديمقراطية
الأمريكية هي دوما الحرية في أن تفعل إسرائيل ما تشاء دون خوف من ردع أو
عقاب.
ربما أشعر بك أيها التمثال الخالد وأنت تنظر إليّ مستغربا ما
أقول، ولعلني أسمعُ صوتك يسألني: وماذا فعلتم أنتم أيها العرب؟!، وماذا فعل
حكامكم من أجل غزة فأنتم أولي بها، ولابد أن أعترف أنك محق في ذلك، ولكن
هل أنتم مثلنا ياعزيزي؟.. هل تستوي ديمقراطية أمريكا المزعومة مع
ديكتاتوريتنا الراسخة؟!.. وهل تستوي قوتها مع ضعفنا وإقدامها مع جُبننا؟!
ثم هل تنسي يا عزيزي أن صمت حكامنا العرب وامتهان كرامتنا ليس سوي ترجمة
صارخة لاختلال الميزان لديكم وللرغبة في نيل رضاكم والاستمرار في الحكم في
المشمول بعنايتكم ورعايتكم ؟.
عفوا أيها التمثال الجميل.. لقد كنتُ
في طفولتي أتمني أن أسعد بزيارتك والتقاط الصور التذكارية في رحابك، وأن
أستنشق عبير الهواء الأمريكي المحمل بنسمات الحرية وعطر الديمقراطية، وربما
حلمتُ كثيرا في بداية شبابي أن أعيش في الولايات المتحدة حيث منجم العدالة
ومصنع الحرية التي منحتك اسمك إلا أنني الآن أطالبك بتغيير هذا الاسم فقد
أصبح علي غير مسمي، وأرجوك إن كنتُ مخطئا أن تشرح لي مفهومكم الجديد للحرية
ولك تحياتي.. والسلام.
عزيزي تمثال الحرية: بعد التحية.. أكتب إليك لأنني لم أجد من أخاطبه إلا
أنت بعد أن أغمض الجميع عيونهم وصمّوا آذانهم، وبعد أن باتت الحرية وهماً
والعدل والمساواة سرابا، وبعد أن أثبتت الإدارة الأمريكية مرارا وتكرارا أن
مفهومها للحرية يختلف تماما عما أقرته الأعراف الأخلاقية والشرائع
السماوية.. أكتبُ إليك لأنك تعرفني جيدا فقد كان من المفترض أن تقيم بيننا
عند مدخل قناة السويس فهذا ما اقترحه النحات الفرنسي "بارتولدي" حين أعد
تصميماتك التي تجسد الحرية والحضارة الإنسانية في شكل امرأة تحمل شعلة تنير
بها جنبات الدنيا، ولكنك آثرت أن تطير إلي الولايات المتحدة ليكون صوتك
أعلي ورسالتك أقوي.. أكتب إليك لأنني أتصور أنك تتألم في وقفتك.. خجلان في
نظرتك لأن حكّامك قد غدروا بك وأساءوا إليك وشوهوا صورة بلادك وأصروا أن
يحموا ويدافعوا عمّن يغتال معناك ويجعل من رسالتك بالحب والخير لكل الناس
قنابل وصواريخ تفتك بالعدل والمساواة.. أكتب إليك لأنك كنت شاهدا علي ما
اقترفته الإدارة الأمريكية في أفغانستان تحت شعار القضاء علي الإرهاب
والقبض علي زعماء طالبان والقاعدة، وعلي ما ارتكبته في العراق من قتل شعب
وتدمير حضارة أمة بزعم وجود أسلحة للدمار الشامل في أراضيه متحديةً إرادة
المجتمع الدولي ومتجاهلة كل التقارير المتخصصة التي أكدت كذب تلك المزاعم،
وعلي ما صمتت عنه في غزة حين اجتاحت إسرائيل القطاع في حرب إبادة شاملة
وتطهير عرقي سحقت فيه عظام الأبرياء من الأطفال والنساء تحت جنازير
الدبابات، ودمرت فيه القطاع تدميرا كاملا بزعم الدفاع عن نفسها ضد حجارة
الصبية وصواريخ "بمب العيد" التي تطلقها حماس، ثم هاهي إدارتك تخذلك من
جديد حين لا تري فيما أجرمته العصابة الإسرائيلية تجاه أسطول الحرية من قتل
واعتقال لنشطاء السلام وأدعياء الحرية سوي ما يستحق الأسف، هؤلاء النشطاء
الذين كانت كل جريمتهم أن ضمائرهم دفعتهم لمحاولة كسر الحصار الخانق علي
شعب غزة حاملين "مع رسالة حب وحرية وإنسانية" بعض الأدوية والأغذية، رافضين
استمرار القتل بالتجويع بعد كل هذا القتل بالرصاص، ولاشك أنك مثلي يا
تمثالي العزيز تعلم أن إسرائيل لم تكن لتقدم علي ما أقدمت عليه ما لم تكن
علي ثقة تامة بالحماية والدعم الكاملين من البيت الأبيض فما حدث جريمة لا
يقدم عليها - مهما كان غباؤه - قائد عسكري أو مسئول سياسي لأن أحدا لا
يمكنه أن يتحمل مسئوليته تجاه العالم والإنسانية كلها حين يقابل بالقتل
والاعتقال نشطاء سلام عزل من السلاح لا يشكلون تهديدا ولا يعلنون حربا إلا
إذا كان واثقا من الدعم والحماية الأمريكية التي تجعل من المغتصب ضحية ومن
القاتل فريسة ومن الجلاد الملاك الرحيم.
هل تتذكر أيها التمثال
الجميل خطاب رئيسك الأمريكي "أوباما" الذي ألقاه في جامعة القاهرة؟!.. هل
تتذكر حديثه عن الإسلام والمسلمين؟!.. هل تذكر ما قاله عما يعانيه
الفلسطينيون وما يلاقونه يوميا من إهانات صغيرة كانت أم كبيرة وعن أوضاعهم
التي لا تطاق بسبب الاحتلال؟! لقد تعلق الكثيرون من أبناء العرب بأهداب تلك
التصريحات الكاذبة وعاشوا يمنون أنفسهم بعصر أمريكي جديد تحرص فيه السياسة
الأمريكية علي توازن القرار واعتدال الأحكام، لكنهم أفاقوا من وهمهم سريعا
فقد اكتشفوا أن عدل أوباما هو نفسه عدل بوش والحرية والديمقراطية
الأمريكية هي دوما الحرية في أن تفعل إسرائيل ما تشاء دون خوف من ردع أو
عقاب.
ربما أشعر بك أيها التمثال الخالد وأنت تنظر إليّ مستغربا ما
أقول، ولعلني أسمعُ صوتك يسألني: وماذا فعلتم أنتم أيها العرب؟!، وماذا فعل
حكامكم من أجل غزة فأنتم أولي بها، ولابد أن أعترف أنك محق في ذلك، ولكن
هل أنتم مثلنا ياعزيزي؟.. هل تستوي ديمقراطية أمريكا المزعومة مع
ديكتاتوريتنا الراسخة؟!.. وهل تستوي قوتها مع ضعفنا وإقدامها مع جُبننا؟!
ثم هل تنسي يا عزيزي أن صمت حكامنا العرب وامتهان كرامتنا ليس سوي ترجمة
صارخة لاختلال الميزان لديكم وللرغبة في نيل رضاكم والاستمرار في الحكم في
المشمول بعنايتكم ورعايتكم ؟.
عفوا أيها التمثال الجميل.. لقد كنتُ
في طفولتي أتمني أن أسعد بزيارتك والتقاط الصور التذكارية في رحابك، وأن
أستنشق عبير الهواء الأمريكي المحمل بنسمات الحرية وعطر الديمقراطية، وربما
حلمتُ كثيرا في بداية شبابي أن أعيش في الولايات المتحدة حيث منجم العدالة
ومصنع الحرية التي منحتك اسمك إلا أنني الآن أطالبك بتغيير هذا الاسم فقد
أصبح علي غير مسمي، وأرجوك إن كنتُ مخطئا أن تشرح لي مفهومكم الجديد للحرية
ولك تحياتي.. والسلام.